في كل لحظة بندوّر فيها على نور، على شفاء، على بداية جديدة… دماغنا بيكون شريك خفي في الرحلة. مش بس بيتفرّج… ده بيتغيّر.
إحنا مش مُبرمجين على التكرار الأبدي، إحنا مخلوقات قابلة للتحوّل. والدليل؟ علم بيقول إن المخ نفسه مرن، بيتغير ويتشكل، تمامًا زي مجرى نهر بيمشي وسط جبال الروح.
إزاي المخ بيغير نفسه؟
المرونة العصبية (Neuroplasticity) هي قدرة الدماغ إنه يعيد تشكيل نفسه باستمرار. يعني كل مرة بنكتسب عادة جديدة، أو بنواجه تحدي، أو بنتعلم حاجة… دماغنا بيخلق مسارات جديدة بين الخلايا العصبية.
زمان كانوا فاكرين إن الدماغ بيتكوّن في الطفولة وبس. لكن العلم أثبت إننا نقدر نغيّر شبكاتنا العصبية في أي سن، طالما عندنا وعي، تكرار، ونية.
المخ حرفيًا بيقولك:
“هات فكرة جديدة… وأنا هبني لها طريق جوايا.”
فين الشافي الداخلي في كل ده؟
الشافي مش برّة، ولا بعيد. الشافي هو اللحظة اللي بتسمح فيها لنفسك تشوف الألم وتبدأ تسمح بالتحوّل. لما تعترف بجرح، وتبدأ تحبه… لما تسامح، مش عشان التاني، لكن عشان دماغك يستريح.
المرونة العصبية هي حركة الروح جوه المادة. هي قدرة الإله على النفخ من نوره جوا الخلايا.
هي لما الكون كله يهمسلك:
“أنا معاك… حتى جوا دماغك.”
قصص من أرض التغيير
فيه ناس خرجت من الاكتئاب بعد شهور من التأمل والكتابة اليومية. فيه اللي قدر يتجاوز صدمة فقدان، وبدأ يشوف الحياة تاني بعد ما أعاد صياغة حواره الداخلي.
ناس كتير قدروا يشيلوا أفكار مؤذية زرعوها جواهم من الطفولة، واستبدلوها بنور جديد. وكل ده، بيبدأ من لحظة: “أنا مش حابب أعيش كده تاني.”
ومع التكرار، والتأمل، والشعور، والمواجهة… المخ بيسمع، وبيغيّر، وبيخلق شكل جديد للوعي.
تمرين: تابع تحوّل فكرتك
- اختار فكرة سلبية بتتكرر عندك
(مثلاً: “أنا فاشل” – “محدش بيحبني” – “أنا وحيد”) - راقبها لمدة يومين أو تلاتة
لاحظ إمتى بتظهر؟ مع مين؟ فين في جسمك بتحس بيها؟ - ابدأ تكتب فكرة مضادة وحنونة ليها
(مثلاً: “أنا بمرّ بمرحلة صعبة، بس ده مش معناه إني فاشل”) - كرر الفكرة الجديدة بوعي كل يوم لمدة أسبوع
بصوتك. قدام المراية. وقت الصلاة. مع النفس. - راقب بعد أسبوع: هل حاسس إن فيه خيط نور بدأ يتكوّن؟
كل مرة بتختار تقول لنفسك كلمة طيبة، أنت بتغيّر خريطة دماغك، وبتخلق طريق جديد يمشي فيه النور.
الكون كمان بيغيّر مساراته
زي ما الكواكب بتتحرك… زي ما الفصول بتتبدّل… دماغك كمان بيقدر يتحوّل.
المرونة العصبية مش بس مفهوم علمي، دي دعوة كونية. ربنا خلقك قابل للرجوع… وللنمو… وللشفاء.
فـ اسأل نفسك دلوقتي:
لو دماغي بيتغير… أنا عايز أزرع فيه إيه؟