هل فكرت يومًا إن دماغك مش مجرد عضو في جسمك؟ وإنه مش بس بيخزّن معلومات أو بيحسب أوامر؟ دماغك هو رفيق رحلتك في الحياة. هو شريكك في كل لحظة وعلاقة، في كل لحظة انبهار أو انكسار. بس للأسف، قليل أوي مننا بيقرب من دماغه بحب… وبيفهم إن وراه حكاية عميقة أوي بتوصل لآخر خيط في الكون.
إيه هو علم الأعصاب؟ بلغة بسيطة جدًا…
علم الأعصاب (Neuroscience) هو العلم اللي بيدرس المخ والجهاز العصبي: إزاي بنفكر، نحس، نحب، نغضب، نختار، نقرر، ونتغير. بس مش مجرد دراسة جافة، لأ… علم الأعصاب دلوقتي بيقولنا: إن كل تجربة بتمر بيها، بتغيّر فعليًا شكل دماغك. يعني كل كلمة طيبة، كل حضن، كل لحظة ألم أو أمل… بترسم في دماغك خريطة جديدة.
ليه مهم نفهم دماغنا؟
لأن دماغك مش بيفرق بين خيال وحقيقة… لما بتفكر في حاجة مرعبة، دماغك بيتصرف كأنها بتحصل بجد. ولما تتخيل لحظة سلام أو تردد دعاء من قلبك… دماغك بيرتاح فعلاً.
فهم دماغك بيساعدك:
– تتحرر من أنماط تفكير سلبية.
– تشفي روابط قديمة مرتبطة بجروح في الذاكرة.
– وتبني حياة أهدى وأقرب للي نفسك تكون فيه.
والمعجزة؟ إنك تقدر تعيد تشكيل دماغك من خلال حاجات بسيطة زي التأمل، الامتنان، والنَفَس.
إزاي كل فكرة بتعدّي فينا بتسيب أثر؟
تخيّل إن جوا دماغك فيه بلايين الخلايا العصبية… كل واحدة منهم زي نجم صغير، بينوّر لما تفكر أو تحس. وكل ما فكرة تتكرر، النجم ده بيبقى أقوى… وبيتحول لمسار معروف وسهل لدماغك يمشي فيه.
يعني لو بتفكر دايمًا إنك فاشل، دماغك هيصدق ويكرّر ده تلقائي. ولو بدأت تقول لنفسك ‘أنا بستحق الحب، وبنمو كل يوم’، دماغك هيبدأ يبني طريق جديد للنور جواك.
ادّي لعقلك نظرة حب… مش بس تحكُّم
بدل ما تفضل تقسو عليه… بدل ما تلوم نفسك عالأفكار السلبية… جرب المرة الجاية تقول لنفسك:
“أنا شايف الأفكار دي، وبحضنها بلُطف، وأنا قادر أختار أفكار جديدة تليق بروحي.”
خد لحظة دلوقتي… غمض عنيك، وخد نفس عميق… وتخيل عقلك كطفل صغير محتاج بس لمسة حنان. مش لازم تصلّحه، كفايه تحبه.
وفي النهاية، علم الأعصاب مش بيبعدك عن الروح… ده بيقربك منها. لما تفهم دماغك، تقدر تحب نفسك… ولما تحب نفسك، تبدأ تشوف الكون كله بيحاوطك بنفس الحب.
ودي كانت أول خطوة… بينك وبين دماغك. مستنيينك تكمل الرحلة في المقال الجاي: “المرونة العصبية… قدرة الروح على التعافي من خلال الدماغ”.