فيه ألم بيعدّي، وفيه ألم بيقعد. فيه وجع بننساه، وفيه وجع بيسكن جوانا… كأنه بقى “مقيم” فينا، بنتنفسه، بنصحى وننام عليه.
بس هل فكرت يومًا… إزاي المخ بيفهم الألم؟ وإزاي ممكن نحوله من عدو… لمعلّم؟
الألم مش مجرد إحساس جسدي
الدماغ فيه مركز مسؤول عن معالجة الألم الجسدي، لكن المدهش؟ إن نفس المنطقة العصبية دي هي اللي بتنشط كمان وقت “الألم العاطفي”.
يعني لما تفقد حد بتحبه، أو لما تتخذل، أو لما حد يقولك كلمة تجرحك… مخك بيتفاعل زي ما يكون جرح حقيقي في جسمك.
وده بيفسّر ليه الألم النفسي ساعات بيكون أقسى… لأنه “غير مرئي”، لكن تأثيره حقيقي جداً.
ليه الألم بيمسك فينا؟
كل مرة بنمر فيها بألم، المخ بيسجله كتجربة مؤثرة. ولو ما تعالجش، بيعيد تكرار الشعور ده تلقائي. يعني لما تمر بتجربة مشابهة، الدماغ يرجّع نفس الإحساس حتى قبل ما يحصل شيء فعلاً.
الألم بيتحول لرد فعل تلقائي… زي زرار بيشتغل من غير إذن.
الألم ككود للشفاء… مش نهاية
الألم مش عدو، هو كود، فيه رسالة… فيه نداء داخلي: “اسمعني، شوفني، خد بالك مني”.
الألم بيقولك:
“فيه حاجة محتاجة تحوّل… فيه جرح قديم لسه بيتنَفَّس… فيه قصة جواك لسه ما اكتبش لها ختام بنور.”
لو سمعناه، واتكلمنا معاه، نقدر نحوله لطاقة… نخلق منها بداية.
من المخ للقلب… ومن الجرح للنور
اللي بيحصل في المخ، ممكن ننوّره بالقلب. وده بيحصل لما نسمح لنفسنا نواجه الألم بوعي، مش بخوف.
– نكتب اللي تعبنا.
– نعترف بيه من غير جلد.
– نتأمل في مشاعرنا بدل ما نهرب منها.
– نستخدم أدوات بسيطة زي التنفس، الدعاء، أو حتى لمسة على القلب.
كل ده بيساعد الدماغ يفكّر إن:
“أنا مش لوحدي في الألم. أنا شايف نفسي، وربنا شايفني، والكون بيحتويني.”
تمرين التحوّل من الألم إلى النور
- اقعدي في مكان هادي. خدي نفس عميق.
2. فكّري في وجع جواكي… مش لازم يكون كبير، بس حاضر.
3. حطي إيدك على قلبك، وغمضي عينيك.
4. اسألي نفسك:
– إيه اللي بحس بيه دلوقتي؟
– هل في جرح قديم بيرجع؟
– إيه الكلمة اللي نفسي أسمعها ومحدش قالها لي؟
5. قولي لنفسك الكلمة دي… بصوت ناعم، كأنك بتحضني نفسك.
6. ختامي بجملة دعاء:
“يا جابر الكسر، اجبر قلبي بنورك.”
الكون بيتألّم… لكن بيعرف يشفي
حتى الكون بيمر بانفجارات، تصادمات، ثقوب سوداء… لكن بعدها، بيتكوّن نجم جديد. بيحصل انبعاث نور من عمق الانهيار.
وإنتي كمان… جواكي القدرة إنك تتحولي، إنك تولدي من رحم الألم طاقة حب، وعطف، ورسالة جديدة.
اسألي نفسك دلوقتي:
هل أقدر أشوف الألم كفرصة، مش عائق؟
هل أقدر أحتوي الجرح من غير ما أخاف؟
وهل أسمح لنفسي أخرج للنور… حتى لو بخطوة واحدة كل مرة؟
المقال الجاي:
“بين الخلايا والنجوم… كيف نخلق طرقًا جديدة للحب في الدماغ؟”